يهوذا اللحدي يقيم في كفرناحوم من جديد
د.نسيب حطيط
تحدث السيد المسيح (ع) في كفرناحوم عن الخبز النازل من السماء وذلك بعد اشباع الخمسة آلاف من الناس وبالرغم من كل المعجزات والتعاليم والخدمة لأهل كفرناحوم ، فإنهم قابلوها بعدم الإهتمام ولم يؤمنوا وتخلفوا عنه وخانه يهوذا ، تنبأ السيد المسيح(ع)بخراب كفرناحوم " وَأَنْتِ يَا كَفْرَنَاحُومَ الْمُرْتَفِعَةَ إِلَى السَّمَاءِ! سَتُهْبَطِينَ إِلَى الْهَاوِيَةِ. " وقد خربت المدينة بأكملها !
عندما غسل السيد المسيح (ع) أقدام تلاميذه قال "الحق الحق أقول لكم ..إن واحداً منكم سيسلمني ". فهل سيؤمن اللحديون بما قاله البطريرك الراعي؟
إنها حكاية روح الله السيد المسيح (ع) مع الخائن من تلاميذه ،لا بد من إستعادتها في السجال القائم حول زيارة البطريرك الراعي إلى فلسطين المحتلة وخطابه للبنانيين الفارين مع رجالهم من عملاء لحد ولا بد من قراءة هادئة دون إنفعال أوإتهام وصولاً لإطفاء ب النار التي تشتعل في جمر الأحداث اللبنانية التي يقارب عمرها الأربعين عاماً.
- لقد غسل البطريرك الراعي وجوه العائلات المظلومة من رجالها (أزواجاً وأبناء) الذين تعاملوا مع العدو وقتلوا أبناء وطنهم مقابل ثلاثين من الفضة ! .. كما غسل السيد المسيح (ع) أقدام تلاميذه بما فيهم يهوذا الخائن.
- يعرف البطريرك خيانة بعضهم ومنهم الذي جاهر بأن ابنه يخدم في جيش الإحتلال الإسرائيلي تماماً كما يعرف السيد المسيح (ع) خيانة يهوذا الذي ألقمه على مائدته ليعلم رفاقه بأنه الخائن الذي سيسلمه ... وخطب البطريرك الراعي ليدفع الخائن للتعريف بنفسه.
- صرح البطريرك الراعي عندما زار الجنوب في العام 2011 " زيارتي للجنوب هي لتهنئة أبناء الجنوب بانتصارهم وصمودهم،وهم الذين قدموا كل شيء من أجل لبنان،تحية لكل أبناء الجنوب الذين قاوموا وصبروا لأجل لبنان لكي يبقى سيداً حراً مستقلاً ولولا صمودكم لما كنا هنا"..
البطريرك الراعي لم يعترف بدولة إسرائيل مع أن كثيراً من العرب ومعظم الفلسطينيين قد اعترفوا بإسرائيل مباشرة أو مواربة بعد اشتراكهم في حكومة الوحدة الوطنية.
نيابة عن الشهداء والأسرى والمظلومين ، أتوجه إلى غبطة البطريرك الراعي .. بكل محبة وأخوة لأنقل إليه بعضاً مما اقترفه هؤلاء العملاء بحق أهلهم مسيحيين ومسلمين ويمكن أن تكون الأخبار المنقولة إليه غير صحيحة وهذا ما قلته بعد تحرير الجنوب عام 2000 لغبطة البطريرك صفير عندما زرته في بكركي بعد ما أشيع عن تعديات على المسيحيين ... هل تعلم يا غبطة البطريرك أن القتلة من العملاء لم ينتقم منهم أحد بل تسلمهم القضاء وبعضهم أفرج عنه وعاد إلى قريته ... هل تعلم أن بعضهم انتهك الأعراض واعتدى على بعض المعتقلات من النساء و قصف المدن والقرى وقتل الأطفال واقفل المعابر لإذلال الأهالي حتى الجنائز لم تصل الى قبورها ! ؟ هل تقبل يا غبطة البطريرك أن يوصف القاتل والخائن بالحب لوطنه اكثر من المقاوم!
هل تعلم أن مسيحيين كثر قاوموا الإحتلال واستشهدوا أو اعتقلوا ،بينما هناك مسيحيون تعاملوا مع العدو وقتلوا أبناء وطنهم.
لا أظن إنك تقصد ذلك وأعرف أنك في لحظة إنفعال وغضب من الأقربين الذين تفرقوا وأضاعوا رئاسة الجمهورية ومن التكفيريين الذين يهددون الوجود المسيحي في الشرق ومن الأميركيين والإسرائيليين الذين هجروا المسيحيين من فلسطين والعراق ... وأنت تركض لتطفئ النار عن رعيتك.. ولكن عليك مسؤولية القائد الذي يكظم غيظه للحفاظ على الثوابت والمبادئ والعقيدة ...وأنت منهم ونحن نعتقد أنك تملك الجرأة والإخلاص لإطفاء جمر اشتعل عن غير قصد ويكفينا ماعندنا من حرائق لتعود الشركة والمحبة التي ناديت بها لتنصر المظلوم وتعاقب الظالم ... ومن أكثر ظلماً ممن خان وطنه وشعبه وعقيدته.
سياسي لبناني